نشر المكتب الوطني للإحصاءات الجنائية صدر بيانات عن عدد النساء اللواتي لقين حتفهن بسبب بعض المشاكل المتعلقة بالمهر. في عام 2012 ، وصل عدد الوفيات من هذا النوع إلى أكثر من 8000 ، أي أنه وسطياً ، كل ساعة تقريباً في الهند هناك ضحية. والاحصائيات الرهيبة في حد ذاتها تعكس مدى عمق الجذور في أذهان المجتمع الهندي حول التفكير بأن المرأة هي أدنى من الرجل.

وتأتي أهمية نشر هذه الاحصائيات الناجمة عن مشاكل دفع المهر، عندما حكمت المحكمة على أحد الأشخاص الذي قام بعملية اغتصاب في دلهي في كانون الاول/ديسمبر العام الماضي بالسجن ثلاث سنوات فقط. والسبب في مثل هذا الحكم المتساهل في عملية الاغتصاب التي أدت إلى وفاة الضحية، هو حقيقة أن الشاب عند ارتكاب الجريمة كان قاصراً وعمره لا يتعدى 17 عاماً. ولذلك، وفقا للقانون الهندي، لا يمكن الحكم عليه بأكثر من ثلاث سنوات في السجن.
ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن مشاكل المهر بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، ومع ذلك يتعرض الثلث فقط للإدانة. اليكم ما يقوله بوريس فولخونسكي الخبير في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية.
في هذا الصدد، أحيانا يبدو لنا أن الوعي الاجتماعي في الهند قائم وموجود في مستويين مختلفين تماماً لا يتقاطعان. فمن ناحية، فإن حالات مثل عملية الاغتصاب التي وقعت في شهرأيلول/ديسمبر، تسببت في رد فعل قوي في المجتمع و أثارت غضب وسائل الاعلام، ومن ناحية أخرى وكأن شيئاً لم يكن وكل شيء على ما يرام. و الآن، حتى أن الداعية المعروف الهندوسي أساري بابو متهم باغتصاب فتاة قاصر. ولكن على الرغم من الاتهام هذا، تجمع مئات من اتباعه في محاولة لتجنب اعتقاله.
موجة السخط كما لو اقتصرت على وسائل الإعلام، و لم تؤثر تقريباً على الجزء الأكبر من السكان.
لكن في بعض الأحيان وسائل الإعلام هي انتقائية واضحة في حالات العنف ضد المرأة. يتابع باريس فولخوفسكي بهذا الصدد قائلا ما يلي:
لنأخذ على سبيل المثال طقوس اقتياد الارامل بعد وفاة ازواجهن الى المحرقة مرة كل عدة سنوات هذا يعتبر مبررا لسلسلة من الصخب الاعلامي ولكن بالرغم من ذلك بعد الاجراءات القاسية التي تتخذها قوات الشرطة تجاه هذه الطقوس يحوّل السكان المحليون مكان تلك المحرقة الى مزار مقدس اما الارملة التي توفي زوجها بعد حرقها بالنار تكرم بوصفها كالالهة
اما عن الاخبار الاخرى حول القتل الذي يمارسه اقارب الزوج بحق الكنائن اللواتي لم يجلبن الى بيوتهن المهور فلا حديث عن ذلك سوى سطور موجزة في اسفل الصفحات الاعلامية
يعتبر الاعلام ان طقوس "ساتي" حيث تقاد الارملة و تجبر على الاحتراق مع جنازة زوجها هذا يعتبر اختيار طوعي بينما قتل البنات بالحرق بسبب عدم دفع المهر لا يوجد اي دافع لتكريمهن ووصفهن بالالهة
من الواضح ان بلاد اكثر ديموقراطية في العالم ينبغي لها ان تجتاز مراحل طويلة حتى يتم النظر بهذه الطقوس كشيء غير عادي

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
أخبار من عالمكم © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top